أخطاء رواد الأعمال
“النجاح ليس عدم فعل الأخطاء النجاح هو عدم تكرار الأخطاء”. جورج برناردشو.
غالبا يكون الوقوع بالأخطاء أمراً لا مفر منه، حيث إن تحويل الأحلام والطموحات طريقاً مليئا بالصعوبات والعثرات، والتي قد تزداد عند عدم الحصول على النصيحة والإرشاد. فالبعض يتعلم من أخطائه والبعض الآخر يستمتع بالتعلم من الآخرين وكلا الامرين صحيحين. التعلم من زلات الغير سيجعلك أذكى ، وأيضاً يجعلك تكتسب خبرة في حياتك ومجالات عملك.
وفي عالم الأعمال هناك أمثلة لا تعد ولا تحصى حول شركات كانت تمتلك حصص سوقية بملايين الدولارات وفشلت نتيجة أخطاء لم تكن بحسبان مؤسسيها ، كشركة Yahoo! واحدة من الشركات الكبيرة في سوق الإعلان على الإنترنت، حيث ركزت بدرجة كبيرة على الإعلانات، وتجاهلت رغبات المستهلكين وتحسين جودة الاستهلاك، وفشلت ياهو في تحقيق ربح مادي كبير يكفي للتوسع.
هذا واحد من أمثلة كثيرة على مشاريع ناشئة كتب لها الفشل. وفي هذا المقال سوف نلخص لكم أبرز الأخطاء التي يقع بها رواد الأعمال. سوف نلقي النظر على العقبات وما الذي يؤدي إليها وكيفية التعامل معها والتغلب عليها وتجنب الوقوع بها.
1. سوء اختيار الفريق:
يركز معظم رواد الأعمال عند تأسيس شركاتهم على توفير التمويل المناسب للنهوض بالشركة وتطويرها، مهملين ضرورة اختيار فريق عمل مناسب لهم، وهذا الأمر الذي يكلفهم الكثير ويجعل شركاتهم تنهار بعد تأسيسها بفترة قصيرة.
كيف تتجنب ذلك:
عليك بداية تسليح نفسك بالمعرفة والمهارات اللازمة لاختيار فريق العمل المناسب. ابدأ بتحديد احتياجات شركتك وتوزيع أقسامها المختلفة، ثمّ جهّز وصفًا شاملاً لكلّ موظف فيها مع ضرورة توضيح المهام التي سيقوم بها وكذلك المهارات والمرهلات التي يجب أن يمتلكها لتحقيق أهداف الشركة. يمكنك أيضًا الاستفادة من خدمات الاستشارة التي توفّرها بعض الشركات المتخصصة، أو البدء بتوظيف خبير في الموارد البشرية والتوظيف ليساعدك في إتمام هذه المهمّة.
2. عدم وضوح الرؤية:
الرؤية: هي الصورة التي تريد أن يكون بها أو عليها مشروعك مستقبلاَ بناءً على أهدافك من وراء تأسيس مشروعك الريادي، أن الرؤية الواضحة هي المحفز والمحرك الرئيسي لفريق العمل وهي التي تحدد مدى إيمانه بفكرة المشروع ومن ثم حماسه وشغفه بالعمل عليه. غياب الرؤية الواضحة من أبرز المشاكل التي تواجه رواد الأعمال المبتدئين، وكثيرًا ما يشكل ذلك عقبة في طريق تحديد أهداف صحيحة وواضحة تصل بالمشروع إلى المكانة التي يستحقها.
كيف تتجنب ذلك:
عليك ب تحديد تطلعاتك وطموحاتك مما تعمل عليه، ومن ثم تحدد رؤية واضحة قابلة للتطبيق ضمن إطار زمني محدد بحيث تصل بمشروعك إلى ما تريده فعلًا.
3. الإدمان والفرط في العمل:
عندما يقرّر الكثيرون ملاحقة أهدافهم الوظيفية، تجدهم يرفقون هذا القرار بقرارٍ آخر، وهو قطع كلّ علاقة لهم بحياتهم الماضية، بما في ذلك الأشخاص والأماكن والهوايات وكلّ شيء. يفعلون ذلك وهم مؤمنين بأنهم سيبدؤون فصلاً جديدًا في حياتهم، وسوف يسلكون دربًا مختلفًا تمامًا. في بداية رحلتهم هذه، سيعمل هؤلاء الأشخاص بجدّ كبير، قد يصل حدّ الإدمان على العمل. ويتوقّعون أنّهم سيحصُدون النتائج على الفور. ثم ما يلبثون يشعرون بالإحباط لأن الأمور لم تسر كما كانوا يتوقّعون. كل ذلك من شأنه أن يؤدي إلى ما يعرف بـ “الاحتراق الوظيفي” والذي يكلف قطاع الأعمال في الولايات المتحدة سنويًا أكثر من 300 مليار دولار.
كيف تتجنب ذلك:
بدلاً من التخلي عن هواياتك حاول تنظيم جدول اعمالك بما يتناسب مع حياتك الجديدة، لا تبتعد عن هواياتك من أجل العمل لأن الهوايات تقلل التوتر وتجدد الطاقة.
4. العمل بمفردك:
من الشائع جدًا أن ينتاب رائد الأعمال المبتدئ إحساسًا بأنه هو أفضل من يقوم بالمهمة ويكاد يكون الوحيد الذي يعرف ما الذي يجب عليه فعلًا، ولكن من المؤسف أن نخبرك بعدم صحة هذا الإحساس، فمهما كنت شخصًا ذا مواهب ومهارات متعددة وقادرًا على التعلم بسرعة عالية، لن يكون بإمكانك فعل كل شيء يحتاجه مشروعك، وفي حال خاطرت بذلك لن تصل إلى نتائج مرضية إطلاقًا.
كيف تتجنب ذلك:
عوضًا عن استهلاك الكثير من الوقت في محاولة تنفيذ مهام لا تتقن متطلباتها، من الأفضل توظيف متخصصين بهذا الجانب واستثمار وقتك في جوانب تتقنها وتعرف كيف تتعامل معها.تخلى عن فكرة العمل بمفردك، فمهما كان مشروعك صغيرًا أو متناهي الصغر من الطبيعي وجود أمور لا تتقن العمل عليها وبالتالي يتعين عليك الاستعانة بآخرين، يمكنك توظيف مستقلين متخصصين بالعمل الذي تحتاجه حيث سيقوم المستقل بتنفيذ المهام التي تريدها باتفاق بينك وبينه.
5. التركيز على النمو:
شرَّب رواد الأعمال فكرة النمو بما فيه الكفاية وصار من البديهي لأي مشروع أن يكون النمو على رأس قائمة أهدافه، وبغض النظر عن جدوى النمو للمشروع وإذا ما كان ذلك قرارًا صائبًا أم لا ومدى استعداد المشروع والقائمين عليه لفعل ذلك. تفشل نحو 70% من المشاريع الناشئة بسبب استراتيجيات النمو السريع غير المدروس، لذا من المحتمل جدًا أن يكون قرار التركيز على النمو خاطئًا. إذ قد تحتاج جوانب أخرى هذا التركيز، ربما لا يمتلك المشروع الموارد الكافية واللازمة للنمو، أو أن فريق العمل غير مستعدًا بعد لهذا القرار.
كيف تتجنب ذلك:
لا يعني أن قرار نمو المشروع دائمًا خاطئ، ولكن على رائد الأعمال دراسة كل حيثيات المشروع وما يمتلكه من مؤهلات وموارد، ومن ثم تقرير أي الجوانب التي يجب التركيز عليها فعلًا، هل هي المبيعات، أو خدمة العملاء، أو تطوير المنتج، أم النمو والتوسع لأسواق جديدة؟
6. الفشل في مواكبة التطور التكنولوجي:
التطور التكنولوجي أصبح أسرع من طرفة عين، لكن هناك بعض الشركات لم تستطع مواكبة هذا التقدم، فتراجع مستواها بعدما أصبحت رائدة في مجالاتها. الكثير من الشركات التي تختبر الابتكار والنجاح تتمسك به بشدة واعتقد أن ذلك من حقهم، فهذا هو سر النجاح الأبدي، أما العقلية غير المرنة التي لا تهدف للابتكار والتطوير تعرض أي شركة لخطر الفشل والرفض مستقبلًا وذلك بسبب عدم تطورها مع السوق، حيث يقول فيل ماكيني Phil McKinney الرئيس التنفيذي لـ CableLabs “بدون استراتيجية ابتكار قوية ومرنة لا يمكن لأي شركة البقاء على قيد الحياة”.
كيف تتجنب ذلك:
عليك متابعة كل التطورات التكنولوجية التي تحصل في العالم ومواكبتها ودمجها في عملك وذلك لأن التكنولوجيا تبتكر لك طرق جديدة في البيع والتسويق والإدارة وتقدم لك تسهيلات في عمليات الإنتاج وتوفر لك الوقت والجهد.
7. المشروع أولاً وليس العميل:
المشروع مهم وما تقدمه فيه من منتجات أو خدمات كذلك، ولكن العميل هو الأهم، فمهما أبدعت في صناعة منتج فريد ومميز وبجودة عالية لن تحقق أرباحًا دون وجود عميل على استعداد لدفع المال وشراء المنتج.
يسيء رواد الأعمال المبتدئين فهم هذه المعادلة، وسرعان ما تجد جل تركيزهم منصبًا على المشروع أو المنتج الرئيسي فيه متجاهلين كليًا حاجة العميل وما يتطلع له من هذا المنتج.
كيف تتجنب ذلك:
ركز على تجربة المستخدم مع هذا المنتج وإذا ما كان يقدم منفعة حقيقة للعميل ويلبي طموحاته. عليك فهم حاجة العميل لهذا المنتج، عليك بدراسة أسعار السوق جيداً وتقديم سعر مناسب للشريحة المستهدفة.
8. تجاهل المنافسين:
على الرغم من أن استراتيجيات تجاهل المنافسين كانت فكرة ناجحة في الكثير من الصناعات سابقًا، إلا أنها لم تعد تجدي نفعًا اليوم مع توسع الأسواق ونمو المبيعات وظهور أسواق التجارة الإلكترونية التي لا تعرف حدودًا أو سوقًا واحدة وإنما خلقت أجواء منافسة مفتوحة عابرة للحدود، لذلك في حال نصحك أحدهم اليوم بتجاهل المنافسين لمشروعك فقد يكون من الأفضل لك تجاهله هو عوضًا عن تجاهل المنافس.
كيف تتجنب ذلك:
بحث ودراسة المنافسين يقدم لك فهمًا أعمق وأفضل للسوق والمستهلكين والمجال الذي سينشط فيه مشروعك، سيمنحك نظرة أوسع على طبيعة العملاء والفئات المستهدفة من الجمهور وخصائصهم وما الذي يبحثون عنه على صعيد المنتجات أو الخدمات المقدمة. وبالتالي من شأن ذلك أن يوفر عليك الكثير من الوقت والجهد، عوضًا عن التجربة والتعلم من ممارساتك أنت، يمكنك إجراء دراسة شاملة لمنافسيك والتعلم من ممارساتهم واستثمار تلك النتائج لصالح مشروعك، لتكون بذلك وفرت الكثير من الجهد والوقت.
9. التردد في تنفيذ الخطط أو أخذ المخاطرة:
يعدّ التردّد في أخذ المخاطرة السبب الرئيسي للركود في الحياة المهنية. فالأفراد الذين يشعرون على الدوام بالخوف من خوض المخاطرة، يفوّتون على أنفسهم الكثير من الفرص التي كان يمكن أن تغيّر حياتهم. متناسين أنّ أيّ استثمار مهمّ يحتاج إلى مخاطرة كبيرة. خوض المخاطرة سيؤدي بلا شكّ إلى أحد أمرين: تسريع نجاحك وتعزيزه. زيادة وعيك وحكمتك وإثراء خبراتك. لابدّ أن تخاطر بالذهاب بعيدًا في سيرتك لتكتشف إلى أيّ مدى يمكنك الوصول حقًا.
كيف تتجنب ذلك:
إن كنت تريد أمرًا ما، فاسعَ لتحقيقه ولا تتردّد في خوض المغامرة. إن لم تفعل، وحرصت على البقاء في منطقة الأمان، ستفشل حتمًا في تحقيق النجاحات الكبيرة.