ريادة الأعمال والتنمية المستدامة

أطلقت الأمم المتحدة مفهوم التنمية المستدامة لأول مرة في عام 1992 في مؤتمرها الخاص بالبيئة والتنمية، وقد كانت محاور التنمية المستدامة التي طرحتها الأمم المتحدة في مؤتمرها واحدة إلا أنه كان هناك اختلاف في آلية تطبيقها، لأن كل دولة لديها رؤية واستراتيجية اقتصادية مختلفة. وقد كان أهم محور في أهداف التنمية المستدامة، هو ريادة الأعمال.

مفهوم ريادة الأعمال:

هي تبني المبادرة والتفكير الإبداعي، وهي القدرة على تنظيم الموارد وتحويلها إلى واقع عملي كتقديم منتج جديد أو تنظيم لطريقة الإنتاج (الصناعة)، إدخال تغييرات لزيادة جودة السلعة أو الخدمة المقدمة. وأيضا تعرف بأنها القدرة والاستعداد على تطوير وتنظيم وإدارة مشروع تجاري معين وذلك من أجل تحقيق الربح، وفي علم الاقتصاد ترتبط ريادة الأعمال بالأرض والعمالة والموارد الطبيعية ورأس المال.

ويمكن تعريفها أيضا بأنها الأفكار والخطط التي تقود الفرد لتأسيس أو تطوير شركة قائمة عن طريق مزج المخاطرة بالابتكار والإبداع لاكتشاف الفرص الجديدة، وتحويلها لمشروع يحقق ربح وقادر على النمو. ونجد أن المشروعات الريادية الصغيرة والمتوسطة من أهم الأعمدة الرئيسية في اقتصاديات العالم المتقدمة منها والنامية لأنها تحقق:

  • استقلالية الفرد وعدم الاعتماد على الآخرين.
  • توفير فرص للنمو وتحقيق الإنجازات.
  • المساهمة في خدمة المجتمع وتوفير فرص عمل جديدة وتشجيع التصنيع.

مفهوم التنمية المستدامة:

لقد تم تعريف مصطلح التنمية المستدامة من قبل العديد من الباحثين والمؤسسات العلمية. حيث تم تعريف التنمية المستدامة سنة 1987 في تقرير اللجنة الدولية للبيئة والتنمية المعرف بـ (تقرير لجنة برونتالند) على أن التنمية المستدامة هي:

التنمية التى تفي بإحتياجات الجيل الحالي دون أن يعرض للخطر أو الضرر قدرة الأجيال التالية عن إشباع إحتياجاتها. ولقد تم تعريفها كذلك من قبل (دى فرايز) على انها العملية التي يتم من خلالها الموازنة في الوفاء بالاحتياجات البشرية مع عدم الإضرار بالطبيعة والبيئة المحيطة.

وتنقسم مجالات التنمية المستدامة إلى أربع وهي: الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والسياسية، وبالتالي فإن التنمية المستدامة ليست فقط مرتبطة بالمجال البيئي، بل إنها مرتبطة بجوانب مختلفة. ويمكننا في هذا الإطار الإشارة إلى اهداف التنمية المستدامة والتي تتمثل:

  • وضع عمليات التخطيط والسياسات التنموية التي تساعد في تحقيق نوعية حياة أفضل لمختلف السكان داخل المجتمع. كالاهتمام بالعنصر البشرى من خلال تحقيق الرعاية الصحية وإنشاء المدارس. يمكن اعتبار مشاركة الشركات الصغيرة والمتوسطة في التنمية المستدامة بمثابة عمل ريادي لسوق الاستدامة ، حيث إن مشاركتها تساهم في خلق فرص العمل واستحداث وظائف جديدة والتي من المرجح استهدافها لأفراد المجتمع من الشباب أو المسنين أو العمال ذو المهارات المتدنية، والتي تعمل بدورها على تعزيز السبل المعيشية والعيش الكريم، فضلاً عن تحريك التنمية الاجتماعية والنمو الاقتصادي.
  • العمل على الربط بين التكنولوجيا الحديثة وبين أهداف المجتمع، وذلك للعمل على خدمة مختلف أهداف المجتمع، وذلك من خلال تقديم التوعية للسكان بمدى أهمية هذه التقنيات الحديثة وتحسين نوعية الحياة. التنمية المستدامة هي التى تعتمد على التقنيات النظيفة وغير المضرة بالبيئة والمحيط في الصناعة وتستخدم أقل قدر ممكن من الطاقة والموارد الطبيعية وتنتج أقل انبعاث غازي ملوث وضار بطبقة الأوزون.
  • العمل على إحداث التغييرات بشكل مستمر ومناسب للأوليات الخاصة بالمجتمع، وذلك بما يتفق مع الموارد والإمكانيات المتاحة له، الأمر الذي يساعد على تحقيق التوازن في المجتمع وإيجاد حلول مختلفة للمشكلات التي قد تواجهه، وبالتالي تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
  • زيادة الوعي الخاص بالسكان حول المشاكل البيئية وكيفية إيجاد حلول لها والمحافظة عليها والمساعدة في إيجاد وإعداد وتنفيذ البرامج الخاصة بالتنمية المستدامة. مثال: الاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية (الأرض،

الماء) لزيادة الإنتاج العالمي من الغذاء.

ريادة الأعمال والتنمية المستدامة:

تقوم التنمية المستدامة على تطوير المدن والمجتمعات بالإضافة للأعمال التجارية مع المحافظة على الموارد الطبيعية التي تدخل في عملية التطوير ولكن دون إسراف أو إيذاء للبيئة المحيطة، وهنا يكمن دور ريادة الأعمال في البحث عن ابتكار طرق جديدة لا تسبب استنزاف للطاقة أو تلوث، وذلك من أجل استثمار الطاقات البشرية والموارد الطبيعية بحيث تنعكس نتائجها إيجابا على كل الأفراد حاليا ومستقبلياً مثل الابتكار في وسائل الطاقة البديلة، كابتكار سيارات الكهرباء التي تحد من التلوث البيئي، وغيرها الكثير من الأمثلة، وبالتالي فإن ريادة الأعمال هي أداة أساسية للتنمية المستدامة وتطوير ريادة الأعمال له دور كبير في تحقيق وتفعيل التنمية المستدامة خصوصاً إذا تم توجيهها لذلك. وتسمى ريادة الأعمال الموجهة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة ب (ريادة الأعمال المستدامة).

ريادة الأعمال المستدامة:

إن ريادة الأعمال المستدامة (بالإنجليزية: Sustainopreneurship) هو مفهوم يجمع بين مصطلحيّ الاستدامة وريادة الأعمال تم تعريفه على أنه شكل مبتكر وموجّه نحو تحقيق النمو الاقتصادي في السوق والعمل على تحسين أدائه العام وذلك من خلال الأعمال المبتكرة والإبداعية المرتبطة بريادة الأعمال لحل المشكلات المختلفة. تُعبّر ريادة الأعمال المستدامة عن استخدام وتنظيم الأعمال الإبداعية أو الابتكارية لحل المشكلات المتعلقة بالشؤون الاجتماعية والاستدامة البيئية، بحيث تتحول مشاكل العالم إلى فرص عمل من خلال نشر تلك الأعمال أو الابتكارات المستدامة. وتتبنى ريادة الأعمال المستدامة الابتكار والتنوع لأنها تقوم على تبني ثقافة التنوع الذي يهدف إلى احترام وتقدير ما تطرحه وتقدمه الثقافات الأخرى، والذي يؤدي بدوره إلى تحفيز الإبداع والابتكار ورفع من مستوى وتنوع الإنتاجية بما يُناسب مختلف الثقافات والناس لتحقيق الاستدامة.

Leave a Comment